تعداد نشریات | 161 |
تعداد شمارهها | 6,533 |
تعداد مقالات | 70,518 |
تعداد مشاهده مقاله | 124,132,843 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 97,238,768 |
الاغتراب ومظاهره فی شعر سید قطب (دراسة وتـحلیل) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ادب عربی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 11، دوره 6، شماره 1، تیر 1393، صفحه 217-238 اصل مقاله (284.7 K) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: مقاله پژوهشی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شناسه دیجیتال (DOI): 10.22059/jalit.2014.52031 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
فاروق نعمتی* 1؛ جهانگیر أمیری2؛ علی سلیمی2؛ عبدالسلام کریـمی3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1أستاذ مساعد بـجامعة پیام نور | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2أستاذ مشارک بـجامعة رازی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
3طالب فی مرحلة الدکتوراه بـجامعة آزاد الإسلامیة _ فرع طهران الـمرکزیة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إنّ مظاهر الـحزن والقلق وفقدان التوازن الفکری والاجتماعی، هی تجلیّات مختلفة للشعور الاغترابی لدی الإنسان. فالشاعر العربی الـمعاصر کإنسانٍ مثقّف وذی عواطف جیاشة، سواء عاش فی ظلّ الاستعمار أو فی ظلّ أنظمة مصادرة للحریّة یعانی من کلّ أنواع الضیاع والغربة، فیفقد حینئذٍ إنسانیّته ویصبح عاجزاً عن التواصل مع الـمجتمع ومع ذاته الـمنسیّة. سید قطب باعتباره مفکّراً من أکبر الـمفکرّین والأدباء النابهین فی زمننا الـمعاصر، واجَهَ فی حیاته صراعات مریرة مع الاستعمار والاستبداد الداخلی، وقضی مدةً طویلةً فی صراعٍ فکری مع نفسه والـمجتمع حوله. الابتعاد عن الوطن، والتبرّم بالدهر، والإخفاق فی الـحبّ وفقدان رعایة الأمّ، والإحساس بالضیاع والتیه فی الدنیا والوحشة الروحیّة فیها، والضجر من الـمجتمع وتقالیده، وتجربة الاستبداد السیاسی، هی من أهمّ عوامل ظهور الشعور الاغترابی لدی سید قطب. فالـمقالة هذه تعتمد فی خطّتها الدراسیّة علی الـمنهج الوصفی- التحلیلی واستقصاء أنواع الاغتراب ومن ثمّ تطبیقها علی نماذج شعریّة لسید قطب کأدیبٍ بارزٍ فی الشعر الـمصری الـمعاصر، فهی تکشف عن أبعاد هذه الظاهرة الاغترابیّة من خلال أشعاره وتصل إلی نتائج تساعدنا علی معرفة جذور شخصیّة الشاعر وخبایاه الذهنیّة التی انعکستْ فی شعره قبل أن یدخل فی حقل الدراسات الإسلامیّة البحتة وقبل أن یصبح مفکّراً بارزاً ومفسّراً عملاقاً للقرآن الکریم. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مظاهر الاغتراب؛ الشعر الـمصری الـمعاصر؛ شعر سید قطب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
. توطئة إنّ الاغتراب (Alienation ) فی الشعر العربی الـمعاصر بات شائعاً مع تعقید وتفاقم أوضاع الـمجتمع، فالشعر فی هذه الـحقبة الزمنیّة کان منبراً یعبّر عن الهموم وآلام وأوجاع الإنسان العربی بصفة خاصّة ومرآة صادقة تعکس الـمعاناة الإنسانیّة ومشاکل القرن العشرین، وتبرز أدرانه وأمراضه الاجتماعیّة، وسلبیاته الـحضاریّة، فصار الشعر مجلیً للغربة والـخیبة والقلق والاغتراب. والأدیب أسرع من غیره إلی الإصابة بهذا الداء، لأنّه یتمتّع بقدر عالٍ من الـحساسیّة والرهافة؛ ولأنّ «النفس تصنع الأدب وکذلک الأدب یصنع النفس والنفس تجمع الأطراف لکی تصنع الأدب» (إسماعیل، 1963: 13). لذلک فالأدیب یعیش صراعاً داخلیّاً بین ما یشاهده علی أرض الواقع وبین ما یرید تحقیقه فیها، ویرکن شعوریّاً أو لا شعوریّاً إلی ما هو غیر الـمألوف. إنّ الاغتراب وإن کان ظاهرة قدیمة تعود جذوره إلی هبوط آدم(ع) علی الکوکب الأرضی، إلّا أنه صار مفهوماً ومصطلحاً من سمات العصر الـحدیث، لما یتمیز به هذا العصر من بواعث لهذه الظاهرة؛ ومن أهمّها الباعث السیاسی الذی أسفر عن «إثارة إحساس الناس بالضیق فی أوطانهم وبالذل فی دیارهم» (روحی، 2007: 20)، إلا أن غربة الشاعر الـمعاصر تکاد تکون غربةً فکریةً؛ لأنّ «التغیّرات السیاسیة السریعة التی تعاقبت علی العالـم منذ أواخر الأربعینات، والشرخ الطبقی بین الفئات الاجتماعیة الـمختلفة، قد أسهمت فی تصدع الأبنیة الثقافیة والاجتماعیة التقلیدیة وانهیارها، فأدرک الـمثقّف انعدام الـمعاییر والقیم التی تحکم سلوک الفرد وتصرفاته وجمود هذه القیم وعدم فاعلیتها مما أدّى إلی تنامی إحساس الـمثقف بالغربة والانعزال» (أبوشاویش وعواد، 2006: 127). وأمّا فی شعر سید قطب یأتی الشعور الاغترابی فی إطارٍ إنسانیّ ملیءٍ بالـمعاناة والآلام یُعانیها الإنسان جرّاء شعوره بالضیق والوحشة فی هذا العالـم الفسیح، فیأخذ هذا الشعور نطاقاً معرفیّاً واسعاً یشمل الـمعاناة التی عاشها الشاعر علی مدی الـحیاة. وقد حفلتْ الأشعار التی أنجبتْها قریحة سید قطب الـخصبة فی شرخ شبابه بالأحاسیس الاغترابیة تتناول الـجوانب الإنسانیّة کلّها، فلا بدّ لاستیعاب ورصد الـملامح الاغترابیة لدی الشاعر من نظرة ثاقبة ودراسة فنیّة تحلیلیّة فی أشعاره تستجلی بدقّة وإمعان الـجوانب الـمتعدّدة لظاهرة الاغتراب علی قدم وساق. والاغتراب فی شعر سید قطب باعتباره تجربة نفسیّة تنطلق من أعماق نفسه وتنساق وراء عوامل مختلفة؛ یتبلور فی الأنماط التالیة هی: الاغتراب الـمکانی، والزمانی، والروحی، والعاطفی، والسیاسی، والاجتماعی. 2. أسئلة البحث هذه الـمقالة تحاول أن تُجیب علی السؤالین التالیین: 1- کیف عبّر سید قطب عن رؤاه تجاه نفسه والعالم من خلال الأشعار التی نظمها إبّان شبابه؟ 2- ما هی الـمظاهر والـملامح الاغترابیّة فی شعر سید قطب؟ 3. هدف البحث وضرورته الهدف الذی یکمن وراء هذا البحث هو کشف القناع عن میزةٍ من ممیّزات أدب سید قطب، وممّا یُلحّ علی ضرورة هذه الدراسة هو عدم اهتمام الباحثین والنقّاد بشعره. والذی حال دون اهتمام الدارسین بشعر سید قطب وأدبه هو شخصیّته الفکریّة والسیاسیة الهامّة التی استقطبتْ دراساتهم وبحوثهم العلمیّة. ولما کانت شاعریّة سید قطب جدیرةً بالاعتناء والاهتمام، جاء هذا البحث لیُلقی الأضواء علی جانبٍ من جوانب شعره ویُعالـجه، ألا وهو الـملامح الاغترابیّة لدی الشاعر، کما تعکسها وتبلورها أشعاره. 3. دراسات سابقةٌ مع أنّ سید قطب من الأسماء اللامعة فی العصر الـحدیث، ولکن دراسة شعره لم تحظ بکثیرٍ من العنایة؛ فقد تکرّس انتباه الدارسین فی استقصاء آثاره الأدبیّة والنقدیّة دون أن یدرسوها بعمق وإمعانٍ. فلذلک لم نعثر حسب اطّلاعنا حتّی الآن علی دراسة تأخذ قضیّة الاغتراب ومظاهرها فی شعر سید قطب. هناک بعض الـمقالات عن شعره نذکرها علی سبیل الـمثال لا الـحصر: «أصداء شعر العقّاد فی شعر سید قطب» للکاتب حسن أحمد عبدالـحمید (مجلة کلیة اللغة العربیة، القاهرة، 1416ق)؛ هذه الـمقالة رصدت بعض التشابهات بین شعر سید قطب والعقّاد. «خصائص التصویر الفنی فی شعر سید قطب» للکاتبین کمال أحمد غنیم، و حنان أحمد غنیم (مجلة الـجامعة الإسلامیة، غزة، 2008م)؛ یتحدّث فیها عن بعض الـجمالیّات الفنیّة والبلاغیّة فی شعر سید قطب. ومن الکتب التی تقف عند ظاهرة الاغتراب فی الشعر العربی الـحدیث «الاغتراب فی الشعر العراقی الـمعاصر» لـمحمد راضی جعفر (1999م)، والذی یهتمّ الـمؤلّف فیه بدراسة أنماط الاغتراب فی أعمال رواد الشعر العراقی الـحرّ ببُنیتها اللغویّة والتصویریّة والإیقاعیّة. وأیضاً من الـمقالات التی تدرس هذه الظاهرة فی الشعر العربی الـمعاصر، هی: «الغربة فی الشعر العربی (الشاعر العراقی الـمهاجر نموذجاً» (جعفر دلشاد وآخرون، 2008م)، والتی تؤکّد علی وجود جوانب فی ظاهرة الاغتراب فی الشعر العربی وهی الـمکانی والزمنی والسیاسی، إلا أنّ هذه الدراسة رکّزت علی الشعراء العراقیین الـمعاصرین ولم تتطرّق إلی سائر البلدان العربیّة؛ ومقالة «موتیف الاغتراب فی شعر یحیی السماوی» (رسول بلاوی والآخرون، 1433ق)، إذ تهدف هذه الدراسة إلی الکشف عن موتیف الاغتراب وتوظیفه فی شعر الشاعر العراقی السماوی وتبحث رموزه، دلالاته وایحاءاته فی شعره؛ ومقالة «تجلیات الاغتراب فی شعر صلاح عبدالصبور» (متقدم الـجابری، 2005م)، والتی تدرس الشعور الاغترابی وأنماطه فی شعر عبدالصبور. فعلی هذا الأساس لم یتطرق أحدٌ للدراسة عن ظاهرة الاغتراب وأنماطه فی شعر سید قطب. ومهما یکن من أمر فإنّ هذه الـمقالة تکاد تکون فریدة فی نوعها، إذ أنّها تُعنی بمشاعر سید قطب الاغترابیة من خلال أشعاره، وتُلقی الأضواء علی موضوع الاغتراب بوجوهه الـمختلفة لدی شاعرٍ، شعره لا یزال یشبه بلقعاً صفصفاً مترامیة الأطراف غیر واضحة الـمعالم. 4. لـمحة من حیاة سید قطب وشعره وُلد سید قطب إبراهیم الشاذلی، عام 1906، فی قریة "موشا" من محافظة أسیوط فی مصر. تخرّج عام 1933م فی دارالعلوم حاملاً شهادة اللیسانس فی الآداب. التحق بحرکة "الإخوان الـمسلمین" وخاض فی معارکهم التی بدأت منذ عام 1954م، بدءاً من اعتقاله فی السنة نفسها، عندما اتّهم الإخوان بمحاولة اغتیال الرئیس الـمصری "جمال عبدالناصر". أفرج عن سید قطب فی عام 1964، و لکنه عاد إلی السجن مرة أخری وحُکم علیه وعلی مجموعة من أعضاء الإخوان بالإعدام، ونُفّذ فیه الـحکم فی فجر الإثنین عام 1966 (أنظر: الـخالدی، 1991:صص 323-482). نظم سید قطب فی فترة مبکرة من حیاته بعضاً من القصائد والـمقطوعات الشعریة وإنّ شعره «حقیقٌ بأن یوضع بین عیون الشعر العربی الـحدیث» (کشمیری، د.ت: 217)، ولکن لا یعرفه کثیرٌ من الناس إلا کمفکّر ومفسّر إسلامی، وذلک من خلال دراساته الإسلامیة الـمتعدّدة، مثل «فی ظلال القرآن»، «العدالة الاجتماعیة فی الإسلام»، «الـمعالم فی الطریق» و .... وقد أهملت ثقافته الأدبیة والنقدیة من جانب الکثیرین وبذلک، تُرک أدبه ومدرسته النقدیة فی زاویة النسیان (سرباز، 1431ق: 42). أُعجب سید بدایة مسیرته الأدبیّة بمدرسة "العقاد"، حیث وصف العقادَ بأنه أفضل شاعرٍ وأقوی أدیب فی مصر (البدوی، 1992: 52)، و«یبدو أنّ أکثر ما اجتذب سید قطب نحو مدرسة العقاد إنما هو ذلک الـمیل الواضح عن العقاد، والذی جاراه فیه سید قطب، الذی یحول الشاعر من محض مبدع إلی طلیعة فکریّة ورسول حقیقة ومصحّح للأذواق والأخلاق، ومعبّر عن فکرة» (یونس، 1995: 33) کما أعجب سید قطب أیضاً بالشعراء الإیرانیین ولاسیّما "حافظ الشیرازی"، ووصف غزلیاته بأنّها «تساعد علی انحسار الـموجة الفکریة عن الشعر الـحدیث»، وأنّ قارئها «یستروح فیها عطر الشرق البعید وبساطته ومرحه» (قطب، 1983: 71). کل أشعاره تجارب إنسانیة عامّة یمرّ بها کلّ إنسان بصرف النظر عن لغته وثقافته ووطنه وقومه. یخلو شعر سید قطب من الـمدح والفخر والهجاء، وکان بعیداً عن الغزل الـحسی الفاحش الذی یصدر عن شهوات النفس الـجامحة وملذّاتها، وقلّ فی شعره الرثاء، «خوفاً من أن یندرج تحت اسم شعراء الـمناسبات.» (حسین، 1993: 397) الـموضوعات التی عالـجها سید قطب فی دیوانه هی: 1- التمرّد 2- الشکوی 3- الـحنین 4- التأمّل 5- الغزل 6- الوصف 7- الرثاء 8- الوطنیّات. الشعر عند سید قطب هو نغمة متناغمة مع الـحیاة ونعمة من أنعم الکون الفسیح وآیة من آیات الـجمال البارعة، فیقول فی قصیدة «سعادة الشعراء» واصفاً حقیقة الشعر:
(قطب، 2012: 53) فالشعر عنده هو «الذی یخاطب العاطفة الـمبهمة أکثر مما یخاطب الفکر الـمحدود؛ العاطفة التی لا تعرف القیود ولا التحدید، ولکنّها تتیه فی کلّ واد» (قطب، 1996: 64)؛ الشعر الذی «ینطلق صرخات عمیقة قویّة، وأشجاناً وجدانیّة لطیفة، وسبحات عِلویّة شفیفة، وفرحات رفّافة طلیقة» (قطب، 1983: 70). فمهمّة الشعر عند سید قطب «یجب أن تکون تعبیراً عن لحظات الإشراق والتهویم، ولحظات التوهّج والانطلاق فی النفس الإنسانیّة، تلک اللحظات التی یستحیل فیها الشاعر روحاً أکثر ما یکون تجرّداً، أو حسّاً أشدّ ما یکون توهّجاً» (الـمصدر نفسه: 70). 5. معنی الاغتراب وأسبابه الاغتراب لغةً مشتق من (غَرُبَ، یَغرُبُ) ویعنی غاب واختفی وتواری وتمادی وتنحّی وبعُد عن وطنه؛ أمّا (اغترب،یغترب) فتعنی: أحسّ بالغربة ونزَحَ عن وطنه؛ فالاغتراب مصدرٌ لفعل (اغترب) أی انتاب الفرد شعورٌ بالاغتراب برغم وجوده فی بلده؛ وفقدُ الإنسان ذاتَه وشخصیته ممّا قد یدفعه إلی الثورة لکی یستعید کیانه. أمّا الاغتراب اصطلاحاً هو ترجمة للکلمة الإنـجلیزیة (alientation)، وإن اقترح بعض الـمترجمین تعابیر أخری کـ «الاغتیار» و«الاستلاب» و«الإلینة» للکلمة ذاتها. ولها أصل لاتینیّ مستمدةٌ من فعل (alienare) الذی یعنی نقل ملکیة شیء مّا إلی آخر، وهذا الفعل هو «الاستلاب» و«الإلینة»، وهذا الفعل بدوره مستمد من (alienus) أی الانتماء إلی شخص آخر (العبد الله، 2005: 21). فالاغتراب بوصفه مفهوماً حدیثاً تناوله أول الأمر، الفیلسوف الألـمانی "هیغل" (Hegel) (ستوده، 1382: 239) إلی أن دخل معظم الدراسات الأدبیة والنفسیة والاجتماعیة، فهو حالة من شعور الفرد بانفصاله عن واقعه وعجزه عن التکیّف مع الـمجتمع الذی یعیش فیه، فهو حالة إخفاق الفرد فی تحقیق التوازن بین الواقعیة والإمکان، وبمعنیً آخر، هو «تعبیرٌ عن التوتر والقلق النفسی، وضیاع الذات أو استشعار الـخوف من فقدان الأمن والأمان، والفرح والسعادة، والتواصل مع الـجوهر الطبیعی...» (جمعة، 2011: 24)، و بذلک «یتداخل الـمعنی اللغوی والاصطلاحی لیعطی مفهوماً واحداً هو الابتعاد عن الناس بالـجسم أو بالفکر» (الرکابی، 1430: 85). فإذن إنّ ظاهرة الغربة «تستأصل الإنسان من کلّ ما یربطه بالـحیاة والـحیّز الإنسانی، وتحرّک فی عوالـمه الباطنیّة أنغام الـحزن والشقاوة، ولکنّها تتحوّل فی الأعمال الشعریّة إلی زفرات الـحزن، وصرخة فی وجه الـحیاة الـجائرة البائسة، وانتظار للفرج والـخلاص» (دحمانی، 2005-2006: 51) نظراً لتعدّد معانی ودلالات الاغتراب، حاول الباحثون وضع بعض الدلالات لهذا الـمفهوم نستخلصها فیما یلی (راجع: الصافی، 2005: 5): 1- العجز (Powerlessness): إنّ الفرد یشعر بأنّ مصیره لیست تحت سیطرته وإنّما یتقرّر بواسطة عوامل خارجیّة کالقَدَر، أو الـحظّ، أو نظام الـمؤسّسات الـمتبعة فی الـمجتمع الذی یعیش فیه ذلک الفرد. 2- فقدان العبثیّة (Meaning lessness): هو إحساس الفرد بالضعف فی الإدراک أو فقدان الهدف فی الـحیاة، من مثل: عدم فهم شؤون العالم أو العلاقات الإنسانیّة الـمتداخلة أو إحساسه بعدم جدوی الغرض فی هذه الـحیاة. 3- فقدان الـمعاییر (Norm lessness): هو الشعور بالنقص فی الإسهام فی العوامل الاجتماعیّة الـمحدّدة للسلوک البشری، لذلک یحدث انحراف واسع وعدم الثقة والتنافر الفردی غیر الـمحدّد وما أشبه ذلک. 4- التنافر الثقافی (Cultural Estrangement): هو الإحساس بالانفصال عن القیم التی تحکم الـمجتمع والعادات والتقالید الاجتماعیّة السائدة. 5- العزلة الاجتماعیّة (Social Isolation): وهی إحساس الفرد بالوحدة والشعور بالعزلة والانفصال عن العلاقات الاجتماعیّة. 6- الاغتراب الذاتی(Self Enstrangement): ویُعدّ من أصعب الأنواع السابقة وفیه یشعر الفرد بأنّه خارج عن سیطرة نفسه أو أنّه بعیدٌ عن ذاته. فنتائج السلوکیّة التی یسفر عنها الاغتراب تتراوح بین: 1. الانسحاب أو العزلة. 2. الـخضوع أو الاستسلام. 3- الثورة أو التمرّد فی سبیل تغییر الواقع (برکات، 2006: 59).
6. مظاهر الاغتراب فی شعر سید قطب بعد أن استعرضنا أنواع الاغتراب یطیب بنا أن نذکر الاغتراب وأنماطه الـمختلفة فی شعر سید قطب بادئین بالغربة الـمکانیة: 6-1. الغربة الـمکانیة (الـحنین إلی مرابع الطفولة) هو ذلک الإحساس الذی یشعرُ به الإنسان فی بُعده عن وطنه ودیاره التی غادرها؛ فالارتحال عن الوطن «یولّد اغتراباً مکانیّاً لا تنفتح معه إلّا أبواب الوحشة ولا یصبح العالـم إلا ثقب إبرة» (بلاوی والآخرون، 1433: 81). أقام سید قطب أقل من سنتین فی أمریکا، وفیها أحسّ بالغربة العمیقة فامتلأ شوقاً إلی مصر وأهلها وزاد حنینه للعودة إلیها واحترق قلبه شوقاً لها. وقد نظم قصیدتین وهو فی أمریکا، ضمّنهما شوقه وحنینه لمصر، وشعوره بالغربة هناک. ففی قصیدة «هتاف الروح»، وهو فی «سانفرانسیسکو»، یحنّ إلی بلده مصر ورُباه وثراه وصباه متلهّفاً، ثمّ یتطرّق إلی اللّیالی التی قضاها مع رفاقه، فیبدو الشاعر فی هذه الأبیات وهو فی حالة الغربة متعطّشاً لزیارة بلده وذکریاته الـجمیلة التی عاشها فی مصر منطلقاً فی وهادها وهضابها ومتقلّباً بین ودیانها وجبالها؛ ثمّ یتمنّی الشاعر لو ضمّ حفنة من تراب بلده واستنشقها حتّی انتعش کیانه من ریحها وقضی لیلة واحدة فی وطنه مع خلّانه منهمکاً فی الـملاهی والـملاذ ومنغمراً فی الـحبّ والـمرح علی غرار أیّامه الـماضیة. والأمل الوحید الذی یعیشه الشاعر بکلّ لهفة وظمأ هو أن یزور وطنه مرّة أخری:
(قطب، 2012: 360) وأمّا فی قصیدة «دعاء الغریب»، فکلّ کلمة فیها تدلّ علی مدی شعور سید قطب الاغترابی فی أمریکا، وعلی دعائه الـمستمرّ للخلاص من هذه الغربة، وعلی تفانیه فی حبّ مسقط رأسه مصر؛ فینادی شواطئ بلده التی صارت بعیدةً عن الفتی العاشق الذی یحنّ إلیها حنین الإبل إلی مأواه. لقد أمضی الشاعر برهة فی الغربة فاشتدّ به شعور الاغتراب وألم الغربة حتّی طفح کیله وضاق صدره، فحاول التنفیس عن أحزانه وهمومه بأسلوب الاستفهام الذی یعکس آمال الشاعر وأمانیه فی زیارته للوطن الـحبیب، فیسأل الکون معبّراً عن اشتیاقه إلی أرض الوطن الـحبیبة: متی تنتهی أیّام الغربة؟ ومتی تلمس قدماه تراب أرضه الطیّب؟ ومتی یستشمّ رائحته التی تحکی شذا أریج الأقحوان؟:
(الـمصدر نفسه: 361) وفی ختام القصیدة یتمنّی الشاعر لو أستُعیدت إلیه أرض مصر، إذ یعیش هو فی حالة من الغربة والوحدة وصار کلّ حبّه وهواه وقفاً علی بلده ووطنه البعید عنه:
(الـمصدر نفسه: 362) فکلّما استرجع الشاعر ذکریاته تبدّت فی مخیّلته صورة الریف الذی قضی فیه أیام طفولته، بمناظره الـجمیلة ومشاهده الأخّاذة، فامتزج فی ذهن الشاعر منظر الریف مع أحلامه وأوهامه امتزاجاً حقیقیّاً، وکوّن لدیه الشعور بالأنس والقرابة إلی حدٍّ جعل الشاعر ینادی أرض وطنه التی تختزن أحلامه وذکریاته، وکأنّها ماثلةٌ أمامه، ثمّ یحیّیها تحیّة زائر یزور حبیبه بعد فترة طویلة من الابتعاد عنه؛ وحینئذٍ یعبّر الشاعر عن شعوره بالـخلود الذی یساور کیانه، إذ زیارة الوطن هی الأمل الوحید الذی ملأ کیانه؛ وکانت النغمة الوحیدة التی تعزفها قیثارة نفسه هی نغمة الـحبّ والـحنین إلی الوطن:
(الـمصدر نفسه: 84) 6-2. الغربة الزمانیّة «یشعر الـمرء فی هذا النوع من الاغتراب بأنّ الزمان تغیّرت ملامحه علیه ولم یعد یعیش فی الزمان الـمثالی الذی ألفه واعتاد علیه. ذلک لأنّ کثیراً من الأعراف والتقالید قد تغیّرت وطواها النسیان؛ فلمّا کان العهد السابق حافلاً بالـخیرات بحسب وجهة نظره، یتذکّر ذلک الـماضی بشیء من الـحسرة والألم» (دلشاد والآخرون، 2008: 70). فالتحسّر علی الـماضی نجده فی شعر سید قطب الذی یحمل فی طیّاته التوق إلی أیّام الطفولة، إذ یراه حافلاً بأنواع الـخیر والبرکة:
(قطب، 1992: 73) إنّ الشاعر یتذکّر فی الأبیات السابقة طفولته الـحالـمة ویدعو لها، لما تحتضن هذه الطفولة من وداعة وأحلام ولکونها بعیدةً عن مشاکل الـحیاة الشاقّة والـمصائب التی تنزل بالإنسان فیما بعدُ:
(الـمصدر نفسه: 73) شکا الشاعر من زمانه الذی أراه الـمکارهَ ورماه بأنواع الـمصائب والـمشاکل؛ حتّی تضجّر الشاعر من هذا الزمان وتبرّم به ولیس سید قطب الشاعر الوحید الذی صبّ کؤوس غضبه علی الدهر، بل نجد الـمغزی نفسه لدی الأغلبیّة الساحقة من الأدباء. یُذکر أنّ سید قطب یقصد بالزمن نوائب الدهر وصروفه التی أذاقته الـمِحن وأحلّت به الـمصائب، فیری من حقّه أن یُوجّه إلیه أصابع الاتّهام وأهوی علیه بسهام سبّه وشتمه، ویعتبره أعدی عدوّه الذی یرید شقائه والإیقاع به، فهذا العدوّ اللدود لا یرغبُ أبداً بالـمسالـمة بل وإنّما یتمادی فی العداء والـخصام. فالـمصائب التی تکبّدها الشاعر من الزمن جعلته یرثی نفسه التی أصبحت عرضة لدواهی الدهر الـمفجعة:
(الـمصدر نفسه: 173) 6-3. الغربة العاطفیة سید قطب لم یتزوّج ولکن عدم تزوّجه لا یدلّ علی عدم وقوعه فی الـحبّ؛ لأنّ الـحبّ فی رأیه هو شریعة الـحیاة، وأساس کلّ شیء فی العالـم. فها هو سید قطب کواحدٍ من الشعراء الشباب یتحدّث عن معنی الـحبّ لدیه فیقول: «نفسه محبة... تعشق الرضا والهدوء وتتلمسها فی کلّ ناحیة وفی کلّ مظهر من مظاهر الـحیاة وتودّ لو کانت الـحیاة منبسطة هادئة لا عوج فیها ولا نتوء» (نقلاً من: حسین، 1993: 176) إنّ الشاعر أحبّ حُبّا صادقاً مرّتین؛ مرة عندما کان فی قریته وقبل أن یغادرها إلی القاهرة، فهناک أُعجب بفتاة ووقعت محبّتها فی قلبه؛ إذ یصفها بأنّها «تبدو فی نظره جمیلة، وکان سرّ جمالها عنده، أنّها ذاتُ طابع خاص! وإن لم یدرک فی ذلک الـحین معنی الطابع الـخاص» (قطب، د.ت: 55). ترک سید قطب قریته إلی القاهرة للدراسة ولکن حبّ الفتاة بقی فی مخیّلته ولم یفارقها، حتّی إذا عاد إلی القریة سائلاً عن مصیرها عبر هذه السنوات التی مرّت، لکنّها علم أنّها تزوّجت!! ففی ذلک الـحین «رأی نفسه فی حاجة لأن ینسحب من الـجمع، ورأی عینیه تترقرقان بالدموع!» (الـمصدر نفسه: 74). بعد تخرُّج سید قطب من الکلّیة، یبدأ حبّه الثانی بفتاةٍ ملامحها تکاد تشبه بنت قریته- عشیقته الأولی-؛ فهی «فی وجهها جاذبیّة ساحرة، کانت خمریّةَ اللون، واضحة الـجبین، وفی عینها وهج غریب، تطلّ منه إشراقة مسحورة» (قطب، الأشواک، 74). یرید الشاعر أن یتزوّجها فیتقدّم لخِطبتها من أهلها، ولکن تغیّرت آماله وتلاشت کل أحلامه؛ عندما علمت أنّ الفتاة تعیش قصّة حُبٍّ مع ابن جیرانها الضابط فی الـجیش. وبعد معرفته هذه الـحقیقة القاسیة والـمؤلمة، عاش فترةً من حیاة العذاب والـحیرة والـحرمان» (الـمصدر نفسه: 70). مع ذلک، لا یقدر سید قطب أن ینساها، لأنّ محبّتها نُقشت فی قرارة نفسه، وعانقت نیاط قلبه؛ هذه الـخیبة العاطفیّة فی حیاة الشاعر تنعکس فی شعره بوضوحٍ، ففی قصیدة «بعد الأوان» یُبدی معاناته وعذابه بعد فراقه عن محبوبته التی أحسّ بالغربة والوحدة بعدها؛ فالغربة العاطفیّة التی یعیشها الشاعر واضحةً فی القصیدة کلّ الوضوح، کما نسمع زفرات الشاعر الذی یشکو من صدمة روحیّة تنتابه إثر فراق الـحبیبة. بعثت هذه الغربة فی نفسه حالة من الـحزن والکآبة إلی درجة یشعر بأنّ آماله قد خابت برمّتها، وأنّ التمنّی فی الـحبّ لیس سوی خدعة وغرور. ولا یخفی أنّ فی دعوة الشاعر حبیبته إلی الهجر تعبیراً صادقاً عما یجیش فی ضمیره من الإحساس بالـخیبة العاطفیّة فی الـحبّ:
وفی قصیدة أخری یصف الشاعر فراق حبیبته وبُعدها عنه بعد أن تعلّل الشاعر من جناها مدّةً، وأخذ یبثّ نفثاته عن الـحبّ وأهواله؛ وممّا ینفطر له قلب الشاعر حزناً أنّ الـحبیبة لیست علی طورٍ ثابتٍ ولا یستقرّ علی حالةٍ واحدةٍ، بل هی تُری الـمحبّ فی کلّ لحظة حالةً جدیدة؛ فهی تکون هادئة لیّنة تارةً، وفظّة غلیظة تارةً أخری؛ کما أنّها ترغب فی الوصال زمناً وتُبادر إلی القطیعة زمناً آخر. والـمحبّ الـمسکین یتحمّل فی کلّ هذه الأطوار الغریبة الصادرة من الـحِبّ أعباءاً ثقیلةً لا تطاق:
(الـمصدر نفسه: 107) ربّما یکون الاغتراب الشعوری الذی یُراود الشاعر أکثرَ جلاءاً ووضوحاً فی الأبیات التالیة؛ حیث تجری علی لسانه کلماتٌ ملؤها الآهات والزفرات، إذ إنّه لا یجد من الـحبیبة سوی الفراق، بعد أن کان یرجو منها الوصال؛ هذا التصرّف القاسی الذی تُبدیه الـحبیبة یملأ قلب الشاعر حزناً وکمداً ویجعله فی حیرة من أمره. وقد بلغ الشعور الاغترابی لدی الشاعر درجةً تمنّی فیها الـموت وأصبحت الـحیاة فی نظره لیلة مظلمة قاتمة لم یرَ فیها بصیصاً من نور الأمل؛ وهذا الظلام الذی خیّم علی حیاة الشاعر هو ناجمٌ من نفسه الکئیبة التی تزاحمت فیها الأحزان والأشجان:
(الـمصدر نفسه: 185) فَقَد سید قطب أمّه فی عام 1940 وکان لهذا الـحادث أثره الـمؤلم فی نفس الشاعر؛ حیث إنّها کانت فی حیاته وفی حیاة الأسرة کلّها رکیزة أساسیّة؛ الأمر الذی جعل الشاعر یتمنّی عودتها، لکی یستمدّ منها الزاد فی صراع الـحیاة ویری فی جبینها الوضاء إشراقة الرجاء ویأجّج بزیتها أنوار وجوده، فهو الآن بأمسّ الـحاجة إلیها حیث زادُه یکاد ینتهی وناره تخمد عما قریب. یری سید قطب الأمّ رؤیةً مشحونة بالرقّة والعذوبة الرومانسیّة، فالأمّ وحدها تُعطی ولدها نوراً یهتدی به فی طُرق الـحیاة الشائکة والوعرة؛ فیقول فی قصیدة «الزاد الأخیر» التی أنشدها 1941م، أی بعد وفاة أمّه بعامٍ واحدٍ:
(الـمصدر نفسه: 134) 6-4. الغربة الروحیّة الـمقصود بالغربة الروحیّة هو أن یشعر الإنسان بأنّه غریب فی هذا الکون وأنّ هذه الـحیاة التی یـحیاها لیست هی حیاة الروح الـخالدة ولا هذه الدنیا باقیة؛ فالإنسان یعیش فیه وکأنّه غریب. لقد أکثر شعراء هذه الغربة من الـحدیث عن حقارة الدنیا وهوان شأنها، کما أنّ سید قطب یعبّر عن الدنیا بالألعوبة التی تُلهی الأطفال بنفسها؛ فالأطفال فی رؤیته هم الذین لم تنضج عقولهم ولم تکتمل شخصیاتهم، فلذلک ینخدعون بظواهر الدنیا وزخارفها، لأنّهم نسوا الغایة التی خُلقوا من أجلها، ولکنّ أصحاب العقول الراشدة لا یسعون وراء الدنیا وملذاتها الفانیة. جاء فی الأبیات التالیة من سید قطب:
(قطب، 2012: 104) مرّت فی حیاة سید قطب مرحلةٌ تُسمّی برحلة ضیاعه الفکری، و«هی تلک الـمرحلة التی وقع فیها صراعٌ بین التصوّرات الإسلامیّة التی تلقّاها من طفولته من جهة، والتصوّرات الـمادیّة الغربیّة التی تلقّاها فی شبابه، وکلٌّ منها تدعوه لیعتنقها ویدین بها؛ فوقف بین الدعوتین حائراً قلقاً متردّداً» (الـخالدی، 1991: 213) فی هذه الـمرحلة لا یجد الشاعر ما یشفی به غلیله الروحی وما یتجاوب مع ما یجول فی ذهنه من أمنیّات وآمال، فأدّی به الأمر إلی أن یُحسّ بالغربة الروحیة العمیقة التی نراها جلیّاً فی معظم قصائده؛ حتّی إنّ دیوانه الأول «الشاطئ الـمجهول»، یمثّل قمّة التیه والضیاع الذی یظهر واضحاً فی کلمات سیّد وتعبیراته (ابن محمود، 1429: 11). ففی قصیدة «غریب...!» یعبّر الشاعر فیها عن غربته الروحیة فی أجمل تعبیرٍ؛ آخذاً بنظر الاعتبار أنّ غربة الشاعر لیست غربةً عادیّة یعیشها أیُّ إنسان غریب یسکن خارج وطنه بعیداً عن أحبابه وأقاربه؛ إذ أنّ سید قطب کما یصرّح به فی الأبیات التالیة یُقیم وسط أصحابه وأقرانه ویتمتّع برعایتهم وعطفهم وحنانهم، فبالتالی یکون هذا الاغتراب الذی بداخله ناجماً عن شعوره بالوحدة والانفراد فی عالـم الکون، فهو غربة صوفیّة إن جاز التعبیر:
(قطب، 2012: 65) یؤکّد سید قطب علی هذه الغربة الروحیة ویعتبرها أشدّ وأقوی من الغربة الـجسمیّة؛ إنّه یتخیّل نفسه منفرداً فی وادٍ غریب لا صدیق فیه ولا أنیس وهو محاطٌ بالأحزان والأشجان. تحدّث سید قطب فی أبیاته التالیة عن وحدة الأرواح علی غرار الأدباء الصوفیین، فهو خفّف عن مکانة الـجسم واستهتر به، إذ إنّ الأجساد سرعان ما تتلاشی وتزول، بَیدَ أنّ الروح تبقی باقیةً خالدةً. تعکس الأشعار التالیة انزواء سید قطب عن غوغاء الـحیاة وضوضاء الـمجتمع انزواءً روحیاً یحکی عن الغربة النفسیّة لدی الشاعر:
(قطب، 1992: 39) یکرّر سید قطب فی لقطة أخری من أشعاره قصّة غربته الروحیّة، فإنّه فی الأبیات التالیة یتساءل من نفسه الغریبة طالباً منها الکشف عن حقیقة العالم التی یعترف الشاعر بأنّه لم یعرفها، فکأنّه عاش فی عالَمٍ لا یعرفه الشاعر، کما أنّ العالَم لا یعرف الشاعر أیضاً؛ ثمّ یتفوّه سید قطب بکلماتٍ تعکس نظرته السلبیّة تجاه العالم وهی أنّه لم یجنِ من هذه الدنیا ولم یربح فیها سوی الظلم والبؤس؛ والـمعنی الذی نستنبطه من الشعر التالی هو أنّ سید قطب آنسُ بحقیقة روحه منه إلی العالـم الـحسّی:
(الـمصدر نفسه: 39) فالشعور الذی یتولّد من حالة الغربة الروحیّة هی الـخوف والهلع من الوقوع فی التیه والضلال فی هذا العالم الرحیب؛ کما أنّ سید قطب یتخیّل نفسه ربّاناً تتهادی سفینته فی بحرٍ هائج تتلاعب بها أمواجه الـمتلاطمة والـمضطربة، فلا یکاد یری أمامه شاطئاً مطمئنّاً آمناً یلوذ به:
(الـمصدر نفسه: 62) 6-5. الغربة الاجتماعیّة هذا الاغتراب یُورث غالباً ما الشعور بالانفصال وعدم التعلّق بالـمجتمع، ویعقبه فی کثیرٍ من الأحیان حالة من عدم إدراک القیم والتقالید السائدة علی الـمجتمع. زد علی ذلک أنّ هذا اللون من الاغتراب یعمل علی إثارة الشعور بالوحدة والانعزال عن الآخرین ممّا یؤدّی أحیاناً إلی إنکار القیم ورفض الـمُثُل التی یحترمها ویحتفی بها أبناء الـمجتمع بکلّ حماس وحمیّةٍ؛ إنّ الغربة الاجتماعیّة قد تؤدّی إلی عدم التفاعل الفکری والعاطفی لدی الشاعر، شأن العدید من الـمثقّفین الـمُنعزلین عن مجتماعتهم. فکان سید قطب ممن یوجد لدیه الشعور بهذا الاغتراب، فجعله لا یحسّ بالقرابة مع الـمجتمع والتعاطف معه. ویُذکر أنّ رومنسیّة سید قطب زادت علی حدّة هذا الشعور وقوّته، حیث إنّ «الصلة بین الرومانسیین وعصرهم صلة صراع وجهاد، أو صلة سخط وغضب. وهی صلة الشعور القوی الثائر الـمتطرّف الذی یصبو إلی الأمثلیّة بکلّ حماسٍ وحرارة، وهذه الأمثلیّة قد تنعکس صورتها فی الأدب علی أنّها صورة لما ینبغی أن یکون، لا لما هو کائن؛ فهذه الصورة فی تعارُضٍ مع ما علیه الـمجتمع الذی نشأت فیه» (هلال، د.ت: 40) یتحدّث سید قطب عن الذین یشاهدهم حوله؛ بإنّهم لا یُدرکون ولا یفهمون معنی الوجود فهم کالـحشرات التی شوّهوا الکون الـجمیل:
(قطب، 2012: 42) تطرّق الشاعر سید قطب إلی حالة الغربة الاجتماعیّة مندّداً بالتقالید والعادات التی قد تطغی علی الـمعتقدات الدینیّة لدی الناس؛ فقد شبّه الـملتزمین بالتقالید الـخرافیّة بِعبید الأصنام الذین یتّخذون قطعة من الرخام ثمّ ینحتونه ویعطونه شکلاً وصورة حسبما شاءت أهواءهم ومیولهم، ومن ثمّ یعبدونه کعبادتهم الله؛ لا ریب أنّ هذه الأفکار والأوهام تنمّ عن تمکُّن الـجهل والسفاهة من نفوسهم؛ إنّ الـجهل وفقدان روح الـحیاة یسبّبان احتجاجهم وثورتهم علی کلّ ناصح أمین یرید إنقاذهم من ورطة الکفر والـجهالة. وهذه الأبیات تُخبرنا أیضاً أنّ الشاعر ینفر من الوسط الذی یکتظّ بأناسٍ فقدوا العواطف الإنسانیّة وروح الـحیاة فأصبحوا کجثّة هامدة لا روح لها ولا حیاة:
کثیراً ما نمرّ بالأبیات التی تعکس أمل سید قطب للعثور علی صدیقٍ یتحلّی بخالص الإحساس ورقّة القلب وفیضان الشعور، ویبدو من صبغة الـحزن والیأس التی أضفاها الشاعر علی کلماته أنّه یستبعد إیجاد صدیق یتّصف بتلک السجایا کلّ الاستبعاد! فهو یقول:
(الـمصدر نفسه: 56) من الـملاحظ أنّ سید قطب یری أنّ معظم الناس یفقدون الصلاحیّة للصداقة والإخاء، لأنّهم یعیشون کالبهائم التی همّها علفها، فلا یهمّهم من الـحیاة سوی الـمعاش، مثلهم مثل الکهف الذی أصبح رمزاً للخراب والدمار، فکما لا یُرجی من الکهف العمران، لا یُرجی منهم حسن الصداقة والتحابّ:
6-6. الغربة السیاسیّة الشعور بالاغتراب السیاسی لدی سید قطب متجذّر فی وعیه الفکری السیاسی الذی لا یستطیع أن یتحمّل أیّ نوع من الظلم والـجور، ولکن أنّی تلفّتَ وجد القهر والاستغلال، ووجد أنّه لا همَّ لأبناء وطنه إلا الـمتعة واللذة؛ تمثّل هذا النمط من الاغتراب فی ثورة سید قطب علی الـمستبدین والـجائرین من طبقة الـحکّام ومن الشباب الذین یرضون کلّ ذلّ وهوان ولایرفعون صوتهم عالیاً لإحقاق حقوقهم الشرعیّة والإنسانیّة. فمثلاً فی إحدی قصائده الوطنیّة یندّد بالظلم والقمع الذی یُمارس بحقّ الأبریاء، إلّا أنّ الشاعر بدل أن یخاطب الساسة والـحکّام الظالـمین یتوجّه إلی الشباب لأنّهم لو رفضوا الظلم لرُفع الظلم عنهم. ثمّ یشیر سید قطب فی أبیاته التالیة إلی نماذج من الظلم والقمع الذی یذوقه الشعب یومیّاً، ففی مصر صار الإنسان أقلّ کرامة وشأناً من الکلاب، فبینما تتمتّع الکلاب بعیشة ناعمةً مرفهةً یُحرَم الشعب من أتفه أسباب العیش، وفی حالٍ یحظی الـجُناة والـمجرمون بأکبر حریّة یُسلب الأناس الطیبون حقوقهم وکرامتهم، کما أنّ التاریخ فی مصر أصبحَ ملوّثاً بالسباب والشتائم والتعابیر البذیئة، فلو وُجد فی مصر قدرٌ ضئیلٌ من الکرامة فإنّه حصیلة دماء کثیرة أُریقت علی أرضها:
(الـمصدر نفسه: 282) ثمّ یلتفت الشاعر إلی مصر (وهو یقصد أبنائها) سائلا إیّاها: ألم یأنِ لها أن تثورَ بعد کلّ هذه الـمصائب التی مرّت بها؛ حیث انقلبت الأمور واضطربت الأحوال واکفهرّتْ آفاقُ البلاد کلّها، فالنیل الأزرق غضبَ وملَّ هذا الصمت الـممیت، لکنّ مصر ظلّت غارقة فی لهوها ومرحها ناسیةً ما حلّ بها من الـمصائب. وعندما صاحت واستیقظت من نومها أخذت تبکی وتُعول علی حالها الـمأساوی مکفوفة الیدین، ویتمنّی الشاعر لو تُرجِم هذا البکاء والعویل إلی إقدام وشجاعة وانتفاضة؛ لأنّ البکاء والعویل لا یجدیان ولا طائل تحتهما، فمصر إمّا أن تثور وتُحطّم القیود وتفوز بالـحریة وکرامة العیش وإمّا أن تظلّ مقیّدة بالقیود مسلوبة الإرادة صاغرة:
(الـمصدر نفسه: 283) 7. توظیف أسلوب «التکرار» فی ألفاظٍ تنمّ عن الاغتراب فی شعر سید قطب لمّا شوهِد أنّ سید قطب وظّف أسلوب التکرار فی کثیرٍ من الأحیان للتعبیر عن مظاهر اغترابه، فمن الأنسب والأجدر أن تُذکر فی هذا الـمقال لقطاتٌ من شعره الذی استخدم الشاعر فیه التکرار کآلیة من آلیّات التعبیر. وقد استثمر سید قطب هذا النمط البیانی لیتغنّی بمشاعره الاغترابیة، ففی قصیدة (زَفراتٌ جامحةٌ مکبوحة) مثلاً، یکرّر الشاعر جملة (اذهب) أربع مرّات، تعبیراً منه عن حالة اغترابه الـمریرة؛ یطلب الشاعر هنا من صدیقه أن یدعه وآلامه التی تُذیب حشاشته وقلبه الذی یستنزف دماً. فوقع الشاعر هناک فی غربة نفسیة، کان سببها فقدان من یحبه ویعشقه، فأضمر فی ضلوعه حبّه الـمتدفّق وعبّر عن إحساسه بوحشة الغربة وکآبته الـملتاعة:
(قطب، 1992: 44) قد تیأس النفس وتخرج عن جادّة الاعتدال بسبب ما تکابده من معاناة وضیاع، فهی تحنّ إلی حیاة مُشرقة زاهرة تخلّصها من اغترابها الـمضنی؛ فتلجأ إلی الـجنة الـمفقودة التی قلما تجدها علی أرض الواقع. فها هو سید قطب یتحدث عن الـجنة الضائعة التی یتقلب فی نعیمها ویمرح فی فضاءها الرحب، وهذه الـجنة بقِیت "أنشودة" یتغنّی بها الشاعر و"ذکری" تتجول فی ذهنه، وفی فکرته الاغترابیة یکرّر جملة "فقدتک" لیؤکّد شدة إحساس الـمغترب بضیق الواقع وحنینه إلی رحبة الـماضی الـمُشرق؛ فیقول فی قصیدة «الـجنة الـمفقودة»، تعبیراً عن حماسه إلی فردوسه الضائع، فیقول:
(الـمصدر نفسه: 183) کما یُشاهَد أیضا تکرار جملة "تعالی" فی قصیدة «نداء الـخریف»، والـخریف کما هو معلوم، یکون رمزاً للحزن والغربة لدی کثیر من الشعراء. کلمة (تعالی) فی هذه الأبیات تعبّر عن رغبة الشاعر الـمُلحّة لانتهاز الفُرص واغتنام الآنات قبل ضیاعها، فتجعل هذه الرغبة الشاعرَ یدعو حبیبته إلی التواصل والتآلف قبل أن تفوتهم الفُرصُ. فالتکرار هنا یُوحی بشعور الوحدة والتفرّد الذی یعیشه نتیجة فقدانه للأقران والـخلّان؛ فحنین الشاعر جاء ولید الغربة؛ إذ لا شعور بالـحنین دون شعور سابق بـمعاناة الغربة. والـحنین هو التشوّق إلی ما تأنسه النفس وهو لدی سید قطب حنینٌ إلی الشباب وأیامه الـحلوة، وإلی من یلقی فیه الشاعر من الأصحاب والأحباب. فالتکرار فی الأبیات التالیة أسلوبٌ تعبیریّ ناجحٌ یدلّ علی قلب الشاعر الـحزین وأحاسیسه الـمؤلـمة: تَعَالَیْ أوْشَکَــتْ أیَّامُــنِا تَنْفَـدْ تَعَالَیْ أوْشَکَتْ أنْفَاسُــنَا تَبْــرُدْ بِلَا أمَــلٍ وَلَا لُقْـیَا وَلَا مَوْعِــدْ (الـمصدر نفسه: 98)
النتیجة نستطیع فی نهایة الـمقال أن نسجّل بعض ما توصّلت إلیه هذه الدراسة من نتائج کما یلی: تأثّر سید قطب بعوامل عدیدة فی حیاته الشعریّة، والتی أحدثت فی نفسه الشعورَ بالاغتراب الذی ترک لمساته وبصماته فی أشعاره. فلذلک اهتمّ هذا الـمقال بدراسة أهمّ ما ظهر لدی سید قطب من الـملامح الاغترابیة، وهی: الاغتراب الـمکانی، والزمنی، والعاطفی، والروحی، والاجتماعی، والسیاسی؛ ولکلّ هذه العوامل دوره الفعّال فی إثارة حالة الاغتراب فی نفس الشاعر. فالشعور بالغربة الذی یُراود نفس الشاعر أثناء ابتعاده عن الوطن یشکّل مصدراً خصباً یستمدّ منه الشاعر للتعبیر عن حالة اغترابه الـمکانی، فاستطاع سید قطب بحسّه الـمرهف وعاطفته الغزیرة أن یخلق أجواء مفعمة بالشعور لهذا اللون من الاغتراب علی غرار شعراء الرومانسیة. ففی الاغتراب الـمکانی لا بدّ أن یقال إنّ الشاعر یحنّ دائماً إلی وطنه الذی غادره، وهذا الـحنین یوجد فی الـمزید من أبیاته، حیث یعبّر عن عدم ارتیاحه فی الـمکان الذی یسکنه غریباً. وأمّا فیما یتعلّق بالاغتراب الزمنی فهو ممّا دفع الشاعر إلی تولید أبیات یبلور فیها غضبه واستیاءه تجاه الدهر والزمن؛ فسید قطب یستخدم هذا النوع من الاغتراب کنافذة یفتحها أمام نفسه لیشاهد فیها ذکریات طفولته التی حُبستْ فی زنزانة الـماضی، فیزورها الشاعر بین حینٍ وآخر لیسکّن بها نفسه عن أهوال الـحیاة ومآسیها. إنّ الغربة العاطفیّة لدی سید قطب تنبعث عن إخفاقه فی حیاته الغرامیّة وإحباطه فی الـحبّ، ممّا حال دون قیامه بالزواج طیلة حیاته. ولا یفوتنا أن نذکر تأثّره العمیق بفقد أمّه التی کانت دعامةً ورکیزةً أساسیّة یعوّل علیها الشاعر فی حیاته. ثمّة نوعٌ من الاغتراب یُلمس فی أشعار سید قطب یمکن أن یسمّی بالاغتراب الاجتماعی، فالشاعر یشعر بالابتعاد والاغتراب فی الـمجتمع الذی یعیشه؛ حیث یری أبناء مجتمعه یمارسون التقالید والعادات الـخرافیّة التی تنبع من الـجهل والأمیّة التی تتنافی مع أفکاره ورؤاه. إنّ حالةً نفسّیةً خاصّة عند سید قطب تجاه الـحیاة والکون أدّتْ إلی بروز شعورٍ اغترابیّ لدیه، ألا فهو الاغتراب الروحی؛ إذ یری نفسه غریباً متوحّداً فی هذه الدنیا. إنّ هذا الإحساس بالاغتراب هو نوعٌ من انفصال الشاعر عن الـمجتمع وحتّی عن ذاته، والغربة الروحیّة هذه لیست نابعةً عن إحساس الشاعر بالانفراد والوحشة بل کانت ناتجةً عن شعوره النفسیّ الذی تملّکه مدی الـحیاة؛ هذا الشعور جعله یتخیّل نفسه کائناً حائراً وتائهاً فی متاهةٍ مُخیفةٍ وفلاة موحشة، فلا یری فیها من معالم یهتدی إلیها ولا نوراً یستضیء به. لقد تمخّض شعر الغربة السیاسیّة عند سید قطب عن مأساة طویلة، وما کان له أن یأتی بهذه الأشعار الـملتهبة الـحزینة، لولا إحساسه بالظلم والاضطهاد والضیاع الذی نال من شعبه ووطنه. فالشعور بالاغتراب السیاسی یُساور الشاعر عندما یری الشباب فی وطنه یقبلون الظلم ویرتاحون له، وهم أبعدُ ما یکون عن الإباء ورفض الظلم، فبدأ الشاعر یحسّ بأنّه بعیدٌ عنهم کلّ البعد. من الظواهر الفنیّة التی توجد کثیراً فی شعر سید قطب الاغترابی هو أسلوب التکرار، لما له من دلالات معنویّة وشعوریّة خاصّة تتخطّی الإطار اللغوی، ولکن هذا التکرار فی شعره یکون تکراراً عفویّاً یحاول الشاعر من خلاله إلهاب شعوره الاغترابی وإیصاله إلی الـمتلقّی، بحیث یشارکه ذلک الشعور والتوتر الذی یحسّ به؛ وهذا ما دفع سید قطب إلی أن یتّخذ هذا الأسلوب منهجاً یحاول من خلاله التأکیدَ علی ما یعانیه من الـحزن والأسی والأنین. الـمصادر الف) الکتب ابن محمود، حسین، مراحل التطوّر الفکری فی حیاة سید قطب، دارالـجبهة للنشر والتوزیع، 1429ق. إسماعیل، عزّالدین، التفسیر النفسی للأدب، القاهرة، دارالـمعرفة، 1963م. البدوی، أحمد، سیّد قطب نقّاد الأدب (10)، القاهرة، الهیئة الـمصریّة العامة للکتاب، 1992م. برکات، حلیم ، الاغتراب فی الثقافة العربیّة، بیروت، مرکز دراسات الوحدة العربیّة، ط1، 2006م. حسین، عبدالباقی محمد، سید قطب: حیاته وأدبه، الـمنصورة، دارالوفاء، ط2، 1993م. الـخالدی، صلاح عبدالفتّاح، سیّد قطب من الـمیلاد إلی الاستشهاد، دمشق- بیروت، دارالقلم والدار الشامیة، ط1، 1991م. ستوده، هدایت الله، روانشناسی اجتماعی، طهران، انتشارات آواز نور، 1382ش. العبد الله، یـحیی، الاغتراب: دراسة تحلیلیّةلشخصیّات الطاهر بنجلون الروائیة، بیروت، الـمؤسسه العربیة للدراسات والنشر، 2005م. قطب، سید، الأعمال الشعریّة الکاملة، جمع وتحقیق ودراسة: علی عبدالرحمن عطیة، القاهرة، مرکز الأهرام للنشر والترجمة والتوزیع، ط1، 2012م. ـــــ ، مهمّة الشاعر فی الـحیاة وشعر الـجیل الـحاضر، کولونیا- آلـمانیا، منشورات الـجمل، ط1، 1996م. ـــــ ، کتب وشخصیّات، القاهرة، دارالشروق، ط3، 1983م. ـــــ ، طفل من القریة، القاهرة، دارالشروق، د.ت. ـــــ ، الأشواک، القاهرة، دارالشروق، د.ت. کشمیری، سید بشیر أحمد، عبقری الإسلام سید قطب، القاهرة، نشر دارالفضیلة، د.ت. هلال، محمد غنیمی، الرومانتیکیة، مصر، دارنـهضة، د.ت. یونس، شریف، سید قطب والأصولیّة الإسلامیة، القاهرة، دار طیبة للدراسات والنشر، ط1، 1995م. ب) الـمجلات أبوشاویش، حماد حسن، وعواد، إبراهیم عبدالرزق، «الاغتراب فی روایة «البحث عن ولید مسعود»، مجلة الـجامعة الإسلامیة، الـمجلد14، العدد2، 2006م. بلاوی، رسول، وآخرون، «موتیف الاغتراب فی شعر یحیی السماوی»، مجلة العلوم الإنسانیّة الدولیة، العدد19، صص 77-93، 1433ق. جمعة، حسین، «الاغتراب فی حیاة الـمعری وأدبه»، مجلة جامعة دمشق، الـمجلد27، العدد الأول- الثانی، 2011م. دلشاد، جعفر، وآخرون، «الغربة فی الشعر العربی (الشاعر العراقی الـمهاجر نموذجاً)»، مجلة العلوم الإنسانیّة الدولیّة، جامعة تربیت مدرّس (کلیّة العلوم الإنسانیّة)، العدد 15، السنة الـخامسة ، 2008م. الرکابی، فلیح کریم خضیر، «الاغتراب فی شعر الـمتنبی». الـمورد. الـمجلد36. العدد2، 1430ق. سرباز، حسن، «سید قطب وتراثه الأدبی والنقدی». مجلة اللغة العربیة وآدابها، جامعة طهران (فردیس قم)، العدد العاشر، السنة السادسة، 1431ق. ج) الرسائل الـجامعیّة دحمانی، حمة، ظاهرة الغربة فی شعر مفدّى زکریا (رسالة ماجستیر)، جامعة منتوری (قسنطینة)، کلیة الآداب واللغات، الـجمهوریة الـجزائریة، 2005-2006م. روحی، مها، الـحنین والغربة فی الشعر الأندلسی عصر سیادة غرناطة. رسالة الـماجستیر فی جامعة النجاح الوطنیة. 2007م. الصافی، وفاء عبدالأمیر هادی، الاغتراب فی شعر أحمد صافی النجفی (رسالة ماجستیر)، مجلس کلیة التربیة للبنات، جامعة الکوفة، 2005م. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الف) الکتب ابن محمود، حسین، مراحل التطوّر الفکری فی حیاة سید قطب، دارالـجبهة للنشر والتوزیع، 1429ق. إسماعیل، عزّالدین، التفسیر النفسی للأدب، القاهرة، دارالـمعرفة، 1963م. البدوی، أحمد، سیّد قطب نقّاد الأدب (10)، القاهرة، الهیئة الـمصریّة العامة للکتاب، 1992م. برکات، حلیم ، الاغتراب فی الثقافة العربیّة، بیروت، مرکز دراسات الوحدة العربیّة، ط1، 2006م. حسین، عبدالباقی محمد، سید قطب: حیاته وأدبه، الـمنصورة، دارالوفاء، ط2، 1993م. الـخالدی، صلاح عبدالفتّاح، سیّد قطب من الـمیلاد إلی الاستشهاد، دمشق- بیروت، دارالقلم والدار الشامیة، ط1، 1991م. ستوده، هدایت الله، روانشناسی اجتماعی، طهران، انتشارات آواز نور، 1382ش. العبد الله، یـحیی، الاغتراب: دراسة تحلیلیّةلشخصیّات الطاهر بنجلون الروائیة، بیروت، الـمؤسسه العربیة للدراسات والنشر، 2005م. قطب، سید، الأعمال الشعریّة الکاملة، جمع وتحقیق ودراسة: علی عبدالرحمن عطیة، القاهرة، مرکز الأهرام للنشر والترجمة والتوزیع، ط1، 2012م. ـــــ ، مهمّة الشاعر فی الـحیاة وشعر الـجیل الـحاضر، کولونیا- آلـمانیا، منشورات الـجمل، ط1، 1996م. ـــــ ، کتب وشخصیّات، القاهرة، دارالشروق، ط3، 1983م. ـــــ ، طفل من القریة، القاهرة، دارالشروق، د.ت. ـــــ ، الأشواک، القاهرة، دارالشروق، د.ت. کشمیری، سید بشیر أحمد، عبقری الإسلام سید قطب، القاهرة، نشر دارالفضیلة، د.ت. هلال، محمد غنیمی، الرومانتیکیة، مصر، دارنـهضة، د.ت. یونس، شریف، سید قطب والأصولیّة الإسلامیة، القاهرة، دار طیبة للدراسات والنشر، ط1، 1995م. ب) الـمجلات أبوشاویش، حماد حسن، وعواد، إبراهیم عبدالرزق، «الاغتراب فی روایة «البحث عن ولید مسعود»، مجلة الـجامعة الإسلامیة، الـمجلد14، العدد2، 2006م. بلاوی، رسول، وآخرون، «موتیف الاغتراب فی شعر یحیی السماوی»، مجلة العلوم الإنسانیّة الدولیة، العدد19، صص 77-93، 1433ق. جمعة، حسین، «الاغتراب فی حیاة الـمعری وأدبه»، مجلة جامعة دمشق، الـمجلد27، العدد الأول- الثانی، 2011م. دلشاد، جعفر، وآخرون، «الغربة فی الشعر العربی (الشاعر العراقی الـمهاجر نموذجاً)»، مجلة العلوم الإنسانیّة الدولیّة، جامعة تربیت مدرّس (کلیّة العلوم الإنسانیّة)، العدد 15، السنة الـخامسة ، 2008م. الرکابی، فلیح کریم خضیر، «الاغتراب فی شعر الـمتنبی». الـمورد. الـمجلد36. العدد2، 1430ق. سرباز، حسن، «سید قطب وتراثه الأدبی والنقدی». مجلة اللغة العربیة وآدابها، جامعة طهران (فردیس قم)، العدد العاشر، السنة السادسة، 1431ق. ج) الرسائل الـجامعیّة دحمانی، حمة، ظاهرة الغربة فی شعر مفدّى زکریا (رسالة ماجستیر)، جامعة منتوری (قسنطینة)، کلیة الآداب واللغات، الـجمهوریة الـجزائریة، 2005-2006م. روحی، مها، الـحنین والغربة فی الشعر الأندلسی عصر سیادة غرناطة. رسالة الـماجستیر فی جامعة النجاح الوطنیة. 2007م. الصافی، وفاء عبدالأمیر هادی، الاغتراب فی شعر أحمد صافی النجفی (رسالة ماجستیر)، مجلس کلیة التربیة للبنات، جامعة الکوفة، 2005م. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 4,574 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 1,571 |